الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية وزارات السيادة بين مطرقة الـمحاصصة الحـزبـيـة وسنـدان الكـفـاءة والحـيـاد

نشر في  17 أوت 2016  (11:00)

مع اقتراب دقّ ساعة «الحسم» المنتظرة بشأن الإعلان الرسمي عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رئيسها المكلف يوسف الشاهد، وبعد تباين المواقف السياسية بشأن موجب هيكلتها ومقوماتها وتوجهاتها، طفت على الساحة السياسية والعامة تساؤلات عديدة بشأن ملامح الأطراف التي ستمسك بمقاليد وزارة السيادة في الحكومة المقبلة إن كانت أطرافا سياسية متحزّبة أو مستقلة وبعيدة كل البعد عن هذه التجاذبات..
أخبار الجمهورية ارتأت في هذا الإطار الاتصال بشخصيات متابعة للشأن السياسي، لاستفسارها عن تصوراتها لهذه المسألة فكان التالي...

صلاح الدين الجمالي: الابتعاد عن التحزّب واجب

سفير تونس السابق في ليبيا صلاح الدين الجمالي الذي كانت له معنا مداخلة في هذا السياق، أكّد لنا أنّه لا وجود لمفهوم حزب أغلبي يمارس الحكم في تونس اليوم ويهيمن على السلطة نتيجة لما أفرزته الانتخابات الأخيرة وما حتّمته من احترام لإرادة الشعب التونسي الذي اختار التوافق..
وبناء على ما تم ذكره، شدّد الجمالي على ضرورة ان تتجه الجهات السياسية المعنية بتدارس تشكيلة الحكومة المقبلة واختيار الشخصيات التي ستمسك بمناصب وزارية من بينها وزارات السيادة، ان تتجه نحو إيجاد صيغة من التوافق والاتفاق حول الفريق الحكومي المنتظر بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والحزبية..
واعتبر محدّثنا ان حركة نداء تونس ليست قادرة على تحمّل مسؤوليات وزارات السيادة نتيجة لوضعها الحالي المتمثل في الاختلافات والانشقاقات التي حدثت داخلها خاصة في الفترة الأخيرة، وكذلك على اعتبار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مؤسسا لها ناهيك ان رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر من المنتمين إليها وهو ما يضعها في موضع حرج نتيجة لتزايد عبء المسؤوليات التي ستلقى على كاهلها ان تمت تسمية وزراء سيادة تابعين لها..
وأضاف السفير السابق قائلا انّ الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيش على وقعها اليوم تحتّم الخروج بفريق حكومي توافقي غير متحزّب، يجمع حوله كل الأطياف ويحاول إيجاد حلول سريعة وجذرية للمشاكل الموجودة على أرض الواقع..

راشد الغنوشي: لم نعد نقبل مشاركة رمزية غير مؤثرة...

 من جهته أعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي عن سعي حركته إلى المشاركة الفعالة في حكومة الرئيس المكلّف يوسف الشاهد عبر الحصول على عدد كبير من الوزارات
وقال الغنوشي في حوار مع وكالة الأناضول للأنباء، إن حركته تطالب بتمثيل في حكومة الشاهد أكثر من الذي حظيت به في حكومة الحبيب الصيد المستقيلة بما يتناسب مع حجمها الانتخابي، مشدداً على أن «النهضة ستعمل على إنجاح حكومة الشاهد سواء كانت فيها أو خارجها». وتابع الغنوشي: «لم نعد نقبل مشاركة رمزية غير مؤثرة، لم يعد هناك مبرر لهذه المشاركة الرمزية، مصلحة تونس أن تكون الأحزاب ممثلة وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة حتى يحاسبها الشعب على ما قدمته، ولا يمكن أن نحملها مسؤولية ما يقدمه مجموعة من التكنوقراط أو المستقلين، وهذه هي الديموقراطية، إنها حكم الأحزاب».

حسين الديماسي: رهان النجاح عبر معالجة هذه التحديات

على صعيد آخر وفي اتصال مع وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي حسين الديماسي أكّد لنا أن المعضلة بالنسبة إليه لا تتعلق بهوية الأشخاص والأطراف ولا بمسألة التخوّف من المحاصصة الحزبية كما يتم تداوله، بل إن المشكل المطروح اليوم هو مدى تحمل الحكومة القادمة للأعباء التي تنتظرها ومدى قدرتها على تطبيق القرارات وإيجاد الحلول للخروج بالبلاد من المآزق التي تعيش على وقعها...
وشدّد الديماسي على ضرورة استيفاء شروط الكفاءة في الشخصيات التي ستمسك بدواليب جميع الوزارات والسعي إلى تكوين حكومة إنقاذ وطني والتركيز على مواجهة التحديات الكبيرة التي ستعترض طريقها..
وقال حسين الديماسي أن حكومة الشاهد ستكون قادرة على النجاح والتميّز إن هي تمكنت من معالجة 4 أو 5 تحديات من بينها إعادة النسق الاقتصادي للبلاد لتدارك الخسائر التي تكبدتها البلاد طيلة 5 أو 6 سنوات على حد تعبيره، إلى جانب ضرورة النهوض بقطاع السياحة ومعالجته من السلبيات الداخلية التي تنخر مفاصله كالتلوث البيئي..

سفيان طوبال: لا للمحاصصة الحزبية وهذا مرشحنا لتولي وزارة الشؤون الدينية

من جهته صرّح رئيس كتلة نداء تونس بمجلس الشعب سفيان طوبال انّ الحركة ترفض المحاصصة الحزبية ولها ثقة كبيرة في رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد في ما يتعلّق بالخروج بفريق حكومي يراعي ما جاء في وثيقة قرطاج، مشيرا إلى انّ الحركة  كانت قد قدمت له جميع اقتراحاتها ورؤيتها لهيكلة الحكومة وتركيبتها القادمة..
وأفاد طوبال انّ نداء تونس قدّم للشاهد مقترحا لكل وزارة ضمّ اسما أو اسمين تابعين لمجموعة من كفاءات الحركة، قائلا إنّ ليوسف الشاهد حرية الاختيار حسب السير الذاتية وحسب الأولويات التي سيتطلبها فريق حكومة الوحدة الوطنية.
وأشار طوبال إلى انّ الحركة جددت الثقة في بعض الأسماء من وزراء حكومة الصيد، فيما تمسكت بتغيير آخرين من بينهم وزير الشؤون الدينية وكشف لنا محدّثنا أن الحركة قدمت مقترحا باسم العروسي الميزوري لتولي هذه الحقيبة خلفا لمحمد خليل..
هذا كما أكّد لنا رئيس كتلة نداء تونس انّ 90 بالمائة من التسريبات الاسمية المتداولة على أنها مرشحة للتكليف بمناصب وزارية لا صحة لها ولا تمت للواقع بأية صلة..
وحول تاريخ الإعلان الرسمي عن تشكيلة الحكومة القادمة، أكد سفيان طوبال انّه سيتم اليوم الأربعاء إنهاء المشاورات المتعلقة بهذه المسألة فيما سيتم غدا الخميس مراجعة نتائجها إلى ان يتم الإعلان عنها يوم الجمعة أو السبت القادمين..

الصحبي بن فرج: أخطأ النّداء حين تخلّى عن وزارات السيادة

أمّا النائب عن كتلة الحرة الصحبي بن فرج فقد اعتبر في البداية انّ حركة نداء تونس أخطأت في السابق بتخليها عن وزارات السيادة التي كان من المفروض عدم التفريط فيها احتراما للإطار الديمقراطي الذي ولّد نتائج انتخابية كانت الأغلبية فيها للنداء واحتراما كذلك للوعود والعهود التي أطلقها الحزب تجاه ناخبيه..
في المقابل قال بن فرج انّ واقع الأمس اختلف عن واقع اليوم حيث انّ التناقضات والتباينات والصراعات السياسية الحالية باتت تحتّم ضرورة تشكيل فريق حكومي يكون بعيدا على التجاذبات السياسية والمحاصصات الحزبية، معتبرا أنه يرى أنه من الأفضل المحافظة على وزارات السيادة على شاكلتها الحالية وعدم المساس بها أو تغييرها نظرا للنجاحات التي حققتها..
كما طالب محدّثنا بضرورة النأي بهذه الوزارات ان تم تغيير هيكلتها عن المحاصصة الحزبية رفعا لكل التباس وتداخل..

ملف من إعداد: منارة تليجاني